اخبارنا // النشرة الفصليّة للقوس: آب 2019 فصل جديد في عملنا

النشرة الفصليّة للقوس: آب 2019 فصل جديد في عملنا

مع كل بداية فصل من فصول السنة، نشارك أصدقاءنا ومتابعيننا نشرتنا الفصليّة التي تحتوي على أهمّ أخبار وإنجازات القوس في الفترة المعنيّة، وبما أنّ الأشهر الأخيرة كانت استثنائيّة للقوس، لا بل كان الشّهر الأخير بحدّ ذاته فصلًا جديدًا للمؤسسة ومشوارها، نشارككم في الأسطر القادمة تلخيصًا للأحداث والتطوّرات في الفترة الأخيرة وتحديدًا في آب 2019.

بدأت الأحداث الزخمة في نهاية تمّوز الأخير مع وصولنا أخبار مؤسفة حول طعن فتى (16 عامًا) من بلدة طمرة بالقرب من ملجأ للشباب المثليين على يد أخيه على خلفيّة ميوله الجنسيّة/ هويّته الجندريّة. شكّل الحدث موضع نقاش كبير في المجتمع الفلسطيني، وتُرجِم هذا النقاش على أرض الواقع بوقفة احتجاجيّة كانت الأولى من نوعها، قادتها القوس بالاشتراك مع مؤسسات كويريّة ونسويّة مختلفة؛ رفضًا للعنف تجاه الأشخاص الذين يعيشون توجّهاتٍ جنسيّة وجندريّة مختلفة.

شكّلت الوقفة قفزة نوعيّة لعمل القوس وظهورها في المجتمع الفلسطيني، ولفتت الانتباه بشكل كبير لمؤسستنا ولقضايا التعددية الجنسية والجندرية بشكلٍ عام؛ حيث امتلأت ساحة الأسير -مكان إقامة الوقفة في حيفا- بأكثر من 200 شخص، كما وقّعت أكثر من ثلاثين مؤسسة فلسطينيّة بيان استنكار للعنف تجاه الأشخاص الكويريين، واستمرّ النقاش في الحيّز العام، الإعلام، والإعلام الاجتماعي.

على الرغم من الجهود الهائلة لنشطائنا وطاقمنا في تنظيم الوقفة وقيادتها، لم نتوقّف عن العمل للحظة. عقدنا ملتقى هوامش لأوّل مرّة في مدينة نابلس بعد عامين من العمل في المدينة بشكل ثابت ومع مجموعة متماسكة، وأعلننا عن إمكانيّة التسجيل لمخيّمنا الشبابي الكويري الأوّل -دون الإعلان عن مكان عقده. على الرّغم من أنّها لم تكن المرّة الأولى التي نعلن فيها عن فعاليّاتنا (سواء في نابلس أو غيرها)، إلا أن الكثير من البلبلة، أو بالأحرى الهجوم المسيء والعنيف من بعض فئات مجتمعنا عَلَت على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصّة بعد الظهور الكبير لنا والازدياد في المتابعين في أعقاب تنظيم الوقفة في حيفا.

تصاعد الانشغال بموضوع القوس ولقاء نابلس والمخيم الشبابي الكويري -الذي ارتأينا تأجيله لمدّة زمنيّة ما بسبب الهجمة- على مواقع التواصل الاجتماعي، وتكللت الموجة ببيان من الشرطة الفلسطينيّة يلحق الركب الشعبي العنيف، ويعلن عن منع أنشطتنا، ملاحقة نشطائنا، بل ويدعو المواطنين التبليغ عنّا. أعطى بيان الشرطة الشرعيّة لحالة العنف المجتمعي المنسعرة، وأجج دعوات الملاحقة والتهديد والأذى لمؤسستنا، نشطائنا، أو حتّى أي شخص يعيش توجّهات جنسيّة وجندريّة مختلفة.

تعالت أقاويل كثيرة بعد ذلك حول سحب بيان الشّرطة أو حول مدى قانونيّة عملنا في مناطق السّلطة الفلسطينيّة، إلّا أن ذلك بالنسبة لنا مجرّد تشتيت انتباه حول السؤال الجوهري المتعلّق بتحريض الشرطة على مؤسسة وفئة فلسطينيّة؛ حيث لم تعلن الشرطة بشكل واضح عن سحب البيان أو لا شرعيّته، كما أن عملنا -سواء قبل بيان الشرطة أو بعده- قانوني تمامًا، وليس بحاجة إلى ترخيص أو تسجيل في القانون الفلسطيني، فنحن كما الكثير من المؤسسات والمجموعات الفلسطينيّة التي تعمل في فلسطين دون عملية التسجيل الرسمي البيروقراطيّة، بل إن بيان الشرطة هو الذي لا يحظى بأي شرعيّة أو أرضيّة قانونيّة.

من المهمّ القول أنّه مقابل العنف والإساءة العالية التي شهدناها، لاقينا طوال هذه الأحداث الكثير من الدّعم والحُب والمساندة، أوّلها -وأكثرها أهميّة لنا- القاعدة الشعبيّة الكبيرة التي شكّلتها القوس من خلال عملها على مرّ السنوات الماضية، إضافة إلى مؤسسات فلسطينيّة أهليّة عدّة، حيث صدر ثلاثة بيانات استنكار لخطوة الشّرطة ودعم لمؤسسة القوس، مؤكّدين على أحقيّتنا في العمل وعدم شرعيّة بيان الشّرطة؛ الأوّل من مجلس منظّمات حقوق الإنسان الذي يضمّ أكثر من عشر مؤسسات حقوقيّة فلسطينيّة، والثاني من مؤسسات مجتمع مدني فلسطينيّة من مجالات ومناطق مختلفة، والثالث من منتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة.

ليس العنف المجتمعي تجاهنا وتجاه قضايانا بجديد أو غريب على عملنا، إلا أن الجديد والخطِر في الشهر الأخير كان بتحوّله إلى شكل مادّي وخطوات على الأرض، سواء في حالة الطّ عن أم في بيان الشرطة الفلسطينيّة. في مقابل ذلك، لا بدّ من ذكر الفرص المنشودة من هذه الأحداث، حيث كانت قضايا التعددية الجنسية والجندرية خلال الشهر الماضي حاضرة في المنازل، الشوارع، أماكن العمل، كما شهدنا اهتمام إعلامي كبير فيها، بما فيه الإعلام الاجتماعي حيث كانت لنا فرصة ممتازة للانكشاف على جمهور جديد ومتابعين جدد.

وبالحديث عن الإعلام، ليس من الصّعوبة ملاحظة النقلة النوعيّة التي حدثت خلال هذه الأحداث؛ سواء على مستويات مثل المصطلحات المستخدمة، حيث كان المصطلح المستخدم الطاغي هو "مثليين" بما فيه -للمفارقة- بيان الشرطة، مع استثناءات قليلة استخدمت توصيفات ومصطلحات سلبيّة ومسيئة، أو على مستوى قرار تناول الموضوع وتغطيته من الأساس، وهذا بجلّه برأينا تأثير خطاب القوس وعملها في السنوات الأخيرة. يمكن النّظر أدناه إلى أبرز التغطيات والمواد حول الموضوع.

وبعيدًا عن عمل القوس، وليس بعيدًا عن مجتمعنا وقضيّتنا ونضالنا، انتهت الأحداث السابقة لينشغل بعد ذلك العالم العربي أجمع بقضيّة الفتاة المغدورة إسراء غريب، لينفتح النقاش مرّة أخرى على مصراعيه حول قضايا العنف والشّرف والنظام الأبوي الذي نعيشه، والتي من جهتنا نرى فيها قضيّتنا الأولى والأساسيّة، وهي التي نسعى للتغيير فيها لتقدّم حقيقي يخصّ قضايا التعددية الجنسية والجندرية.


وفيما يلي نشارككم بأبرز الإنجازات والأنشطة التي عقدناها في الأشهر الثلاثة الأخيرة:

لقاءات تعريفيّة في رام الله وحيفا:

عقدنا في بداية تمّوز لقائين تعريفيّين في مكاتب القوس في رام الله وحيفا، انضمّ إلى كلٍّ منهما حوالي عشرة أشخص من مناطق مختلفة، حيث تشكّل هذه المواقع مراكز عمل تجمع أشخاص من كافّة المناطق المحيطة والقريبة.

دارت اللقاءات حول نشاط القوس وجهودها في التغيير المجتمعي، وإمكانات المساهمة والانخراط في النشاط للأشخاص المختلفين باختلاف رغباتهم وقدراتهم واحتياجاتهم.

للانضمام للقاءات تعريفيّة قادمة، أو التعرّف على القو س يمكن مراسلة: [email protected]

ويكيبيديا كويريّة قوسيّة:

لم يخل صيف القوس من تدريب يجمع أشخاص مهتمين بقضايا التعددية الجنسية والجندرية وبتطوير المعرفة حولها، سواء أكانوا من نشطاء القوس أو اصدقائها وحلفائها، أو حتى أشخاص ينضمون لأنشطتنا وفعالياتنا للمرة الأولى. كان ذلك بتدريب في الكتابة والتحرير على منصّة ويكيبيديا لإثراء المحتوي العربي المتعلّق بقضايا التعدية الجنسية والجندريّة فيها.

للمعرفة أكثر حول التدريب يمكن قراءة: https://bit.ly/2lQwFfZ

تدريبات القوس: تدريب المؤسسات السنوي في رام الله

كما هو الحال مع السنوات الخمس الماضية، عقدنا هذا العام التدريب السنوي لمؤسسات المجتمع المدني في رام الله، حضره 14 شخص من مؤسسات مختلفة بمناطق عدّة، لنكلل فيه 100 ساعة تدريبيّة قدّمناها منذ بداية العام.

للمعرفة أكثر حول التدريب يمكن القراءة: https://bit.ly/30Q8KwX

مجموعة جديدة من متطوّعات/ين الخط

انتهت مع نهاية آب دورة جديدة لتأهيل متطوّعات/ين لخطّ  الإصغاء والمعلومات في القوس، حيث خاضت ثمانيْ مشاركات/ين مسارًا من 12 لقاء يؤهّلونهنّ/م لبدء تطوّعهنّ/م في الخط من خلال مسار إدماج في المشروع يبدأ مع نهاية الشّهر الحالي.

وتميّزت الدورة بالتنوّع الجغرافي الكبير للمشاركات/ين الذي أضاف تنوّعًا في الخلفيّات والتجارب، إلّا أنّه في الوقت نفسه أضاف تحدّيات لوجستيّة مثل التنقّل والوصول إلى مكان الدّورة في يافا.

وغطّ ت مضامين الدورة التي تُعقد للمرة التاسعة منذ عام 2010 مواضيعًا متنوّعة مثل أساسيّات معرفيّة في الهويّة الجنسيّة وقضايا التعددية الجنسيّة والجندرية، إضافة إلى مهارات تتعلّق بالإصغاء والحوار والتعامل مع توجّهات مختلفة. وكان للأحداث المختلفة التي شهدناها في آب أثرًا على مواضيع الدورة ونقاشاتها، حيث كان لا بدّ من فتح مساحة لتناولها وربطها مع الخطّ .

وتأتي هذه الدورة في مرحلة جديدة وواعدة من عمل الخطّ  تتمثّل في الانكشاف والتوجّه الأكبر له بعد الوصول المجتمعي الواسع الذي حققناه في الشهر الماضي، حيث احتجنا -على سبيل المثال- في الأسبوع الثالث من شهر آب إلى توسيع ساعات عمل الخطّ  لتشمل أيام الاثنبن والثلاثاء للتعامل مع أكبر عدد من التوجّهات، التساؤلات، أو حتّى الأزمات.

برنامج زمالات جديد في القوس:

أطلقنا هذا الصّيف للمرّة الأولى برنامجًا للزمالات يستهدف أشخاص فلسطينيين يعيشون توجهات جنسية وجندرية وموجودين خارج فلسطين، بهدف الاستفادة من تجارب وخبرات مختلفة لأشخاص يرغبون في أن يكونوا جزءًا من مسيرة القوس في التغيير.

تمتدّ فترة الزمالة على مدار حزيران وتمّوز وآب من كل عام، ويكون العمل من خلال مكاتب القوس في فلسطين، حيث يضطلع المشاركين بمشاريع ومهام مختلفة وفقًا لقدراتهم وخبراتهم.

بدأ برنامج الزمالات هذا العام من خلال العمل على كتابة كلمات الإنتاج الموسيقي الجديد للقوس هذا العام (غنّي عن التعريف)، إضافة إلى إنهاء ورشة في الكتابة في القدس، وتنظيم فعاليّة للقوس في الولايات المتّحدة خلال الفترة القادمة.


أبرز التغطيات والمواد الإعلاميّة حول القوس مؤخّرًا:

photo