مصطلحات

تحتوي هذه الزاوية على تعريفات علميّة ومهنيّة لمصطلحات ومفاهيم في التعدّديّة الجنسيّة الجندريّة التي طُرحت في فيديوهات الحملة والنقاشات حولها. جرت صياغة المصطلحات على نحوٍ يتلاءم مع سياقنا وتجربتنا الميدانيّة الحِواريّة في المجتمع الفلسطينيّ، خلال العقد الأخير.

العنف الجندريّ

هو العنف الموجَّه ضدّ أفراد تجاوزوا –قصدًا أو سهوًا- الأدوار الجندريّة المعياريّة في الحيّز العامّ؛ وذلك إمّا من خلال اللباس والمظهر، أو عن طريق سلوكيّات معيّنة تصنَّف بأنّها تصرُّفات خارجة عن الأدوار الاجتماعيّة المتوقّعة من "الرجل" أو "المرأة". وقد يكون العنف مباشرًا (جسديًّا؛ جنسيًّا؛ لفظيًّا؛ نفسيًّا /عاطفيًّا؛ اقتصاديًّا)، وقد يكون مبطَّنًا (كما في تَداوُل الخرافات والأقاويل التي تُشَرْعِن العنف). جدير بالذكر أنّه بالإضافة إلى العلاقات الشخصيّة والاجتماعيّة والعائليّة، يتجسّد العنف الجندريّ كذلك في المؤسّسات والمباني الاجتماعيّة، ويسهم في تشكيل وتعزيز العنف والقمع.

المزيد

الهوموفوبيا (رُهاب المثليّة)

هو الخوف أو الكراهية اللذان يشعر بهما بعض أفراد المجتمع تجاه المثليّة والمثليّين، واللذان تعتبرهما بعض الحركات الاجتماعيّة العالميّة أساس العنف الممارَس ضدّ المثليّين. لكنّنا نرى أنّ هذه النظرة الفردانيّة تتجاهل دَوْر مؤسّسات القمع الأبويّة والرأسماليّة والاستعماريّة التي تُنتِج العنفَ الجندريّ من خلال السيطرة على أجساد الشعوب. فالقمع الجنسيّ والجندريّ شديد الارتباط بقضايا المجتمع الأوسع، والعنف ضدّ المثليّين والمتحوّلين غير منفصم عن غيره من أشكال العنف الطبقيّ والأبويّ والاستعماريّ في سياقنا الفلسطينيّ. لذا نستخدم المصطلح هنا بمفهومه الأوسع، ونرى أنّ التصدّي للهوموفوبيا يجب أن يعمل من خلال السياق المجتمعيّ الأوسع، كي يقرّبنا من خلق نضال اجتماعيّ سياسيّ جامع يتحدّى جميع مؤسّسات القمع وأشكاله.

المزيد

الغسيل الورديّ

هي حملة ترويجيّة تعمل على استقطاب دعم مجموعات مثليّة في العالم عن طريق استخدام ورقة حقوق المثليّين. تعمل الحملة بتمويل وتنظيم الحكومة الإسرائيليّة ووزارة خارجيّتها على وجه الخصوص، وبالشراكة مع شركات دعاية أمريكيّة ومؤسّسات يهوديّة صهيونيّة في شمال أمريكا، وآسيا وأوروبا، وكذلك منظّمات مثليّة محلّيّة إسرائيليّة. تصوِّرُ هذه الحملةُ إسرائيلَ فردوسًا للمثليّين في الشرق الأوسط، لتَظهر على أنّها الدولة الوحيدة التي تحمي وتحترم وتحتفي بالمثليّين وحقوقهم، وتُتيح مساحة ورديّة للحياة المثليّة والمثليّين، فتُظهِر الفلسطينيّين والعرب والمسلمين في المقابل شعوبًا تقمع "مثليّيها" الذين يلجأون إلى "تل أبيب" هربًا من تخلُّف وظلم بيئتهم ومجتمعهم! "الغسيل الورديّ" هو إستراتيجيّة لإخفاء صورة إسرائيل كدولة محتلّة وقوّة استعماريّة، والتستّر على سِجِلّها في انتهاك حقوق الشعب الفلسطينيّ، وتبييض وجهها من خلال "ورقة" حقوق المثليّين والحياة المثليّة "الكريمة."

على الصعيد المحلّيّ، تُعزّزُ حملة الغسيل الورديّ كُرْهَ المجتمع والعائلة من خلال الترويج للمثليّين الفلسطينيّين على أنّهم ضحايا عائلاتهم ومجتمعهم، وأنّه لا يمكن استيعابهم ضمن أيّ مكان أو جهة فلسطينيّة داخل مجتمعهم، وهو ما يعزّز كراهية المثليّ الفلسطينيّ لبيئته، الأمر الذي يسلخ بعض الأفراد عن انتمائهم عبر فرارهم من "الجحيم الفلسطينيّ" إلى "النعيم الإسرائيليّ"، ممّا يذوّت لدى البعض فكرة أنّ الاحتلال أفضل من القمع المجتمعيّ، حيث يجد المستعمَر بالـمُستعمِر ضرورة لا بدّ منها لتحقيق طموحاته وذاته "المثليّة". في مقابل ذلك، بدأ العديد من الناشطين في التطرّق إلى توظيف الغسيل الورديّ عالميًّا من قبل العديد من الدول الاستعماريّة والمؤسّسات الرأسماليّة التي تستخدم "دعمها" لحقوق المثليّين كرداء ورديّ تغطّي به ممارساتها الاستغلاليّة والقامعة للشعوب والمجتمعات المهمَّشة.

 

المزيد

الجنسانيّة

في السياق النفسيّ، يجمع مصطلح الجنسانيّة بعامّة بين جميعِ المفاهيم المتعلّقة بالتجارب الجنسيّة والجندريّة المختلفة، والفكرِ المتمحور حولها. أمّا في السياق الاجتماعيّ، فالجنسانيّة هي خطاب وحراك اجتماعيّ سياسيّ شموليّ واسع يشتمل على جميع السياسات الجنسيّة والجندريّة في المجتمع. ويعمل الخطاب الجنسانيّ على فهم آليّات القمع الجنسيّ والجندريّ وارتباطها بالعوامل والمؤسّسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والتاريخيّة وغيرها.

الجنسانيّة تجمع ما بين الجنس، والهُويّة أو النوع الاجتماعيّ، والدور الجندريّ أو الجنسيّ، والتوجّه الجنسيّ، والإروتيسيّة أو الإثارة الجنسيّة، والمتعة، والحميميّة، والإنجاب. يعبَّر عن الجنسانيّة بأفكار، وخيالات، ومشاعر، ورغبات، ومعتقدات، ومواقف، وقِيَم، وتصرُّفات، وممارَسات، وأدوار، وعلاقات. بالرغم من أنّ الجنسانيّة قد تشمل كلّ هذه الأبعاد، هي ليست كلّها ممارَسة أو مُعبَّرًا عنها. تتأثّر الجنسانيّة بالتفاعل المتغيّر على نحوٍ دائم بين عوامل بيولوجيّة، سيكولوجيّة، اجتماعيّة، اقتصاديّة، سياسيّة، ثقافيّة، أخلاقيّة، قانونيّة، تاريخيّة، دينيّة وروحانيّة.

المزيد