اخبارنا // التقرير السنوي للقوس 2018: "نتتبّع أثرنا ونستكمله"

التقرير السنوي للقوس 2018: "نتتبّع أثرنا ونستكمله"

مع نهاية كلّ عام وبدء آخر، تنشر القوس تقريرها السّنوي الذي يستعرض أبرز الإنجازات والتحوّلات التي طرأت على القوس وعملها. "عشر سنوات على عمل القوس: الانطلاق نحو المستقبل"، كان عنوان تقريرنا السنوي نهاية العام الماضي، أو بالأحرى كان العنوان العريض للعام بأكمله. نعود اليوم، ولم ينضب ما لدينا من أسباب أو مراحل للاحتفال. هذا العام أيضًا ننتقل معكم من مرحلة لأخرى، كوننا أنهينا خطّ تنا الاستراتيجيّة للأعوام الثلاثة التي مضت، وشرعنا ببناء أخرى للثلاثة القادمة.

حرصنا دومًا على سماع آرائكم وأفكاركم حول تقاريرنا وأخبارنا، حيث كان الانطباع الذي يصلنا في العادة هو تقديركم لشفافيّتنا ووضوحنا في عرض عملنا والتقدّم الذي نحرزه. إلى جانب السعادة والفخر بردودكم واحتفاءكم بنا، يضعنا ذلك أيضًا أمام مسؤوليّة الحفاظ على هذا العقد الذي التزمنا به أمامكم وأمام أنفسنا، لنستمرّ بمشاركتكم كلّ ما يجدّ لنا وعلينا، كونكم أساس كل هذا التقدّم والتغييرات.

نقدّم لكم في هذا التقرير تصوّرنا للتأثير الذي أحدثته القوس في السنوات الأخيرة، فالانغماس في العمل قد يمنعنا أحيانًا من أخذ وقفة لا بدّ منها لاقتفاء الأثر. في نتتبّع أثرنا ونستكمله نضعكم أمام التحوّلات المركزيّة التي شهدناها على مدار سنوات عملنا؛ سواء من خلال الظهور الملحوظ لقضايا التعددية الجنسية والجندرية في الحيّز العام، سواء من خلال الموضوع نفسه وشرعنته، أو من خلال ظهور أشخاص يعيشون هذه التجارب بشكل أكبر في المراكز المدينيّة في فلسطين. إضافة إلى التحوّلات التي حدثت على صعيد عمل القوس، مثل الخطوات الكبيرة في المجال التربوي والعمل مع المدارس، أو الشراكات والتعاون مع مؤسسات مجتمع مدني إعلاميّة وثقافيّة وحقوقيّة مختلفة.

نشارككم أيضًا بالمحاور الرئيسيّة من خطّ تنا الاستراتيجيّة الجديدة للسنوات الثلاث القادمة، وبالسيرورة التي أفضت إليها. يسعدنا أن تكونوا بصورة أهدافنا الاستراتيجيّة للمرحلة المقبلة، التي تتمثّل بتعزيز ظهور قضايا التعددية الجنسية والجندرية، عمل القوس، وتجارب نشطائها على كل المستويات، إضافة إلى توفير مساحات متنوعة لأشخاص يعيشون توجهات جنسية وجندرية، عائلاتهم، ومجموعات مختلفة من المهنيين، والمجتمع عامةً، وأخيرًا تطوير خطابنا بتوسيع أدوات وعدسة تحليلنا السياسي بحيث لا يجزّأ أو يفصل القضايا عن بعضها.

وفي الجزء الأكبر من التقرير، نستعرض لكم أهمّ المشاريع والإنجازات التي حققناها هذا العام وفي كافّة المجالات. حققنا تقدّمًا في بناء القيادات المحليّة والظهور في الحيّز العام؛ حيث نفّذنا مجموعة من الأنشطة المفتوحة في مدينة رام الله، إضافة إلى مأسسة العمل بمجموعات مثليّة/كويريّة في مدينة نابلس. استطعنا أيضًا بناء جسم قانوني من مؤسسات حقوقيّة مختلفة للعمل في قضايا التعددية الجنسية والجندرية، عدا عن الظهور المضطرد في الإعلام المحلّي.

كذلك الأمر مع مشاريع الدعم والاستشارة، فها هو "الخطّ : إصغاء ومعلومات" مستمرّ للسنة الثامنة على التوالي وبأرقام متزايدة، ومع إنهاء دورة تأهيل لمتطوّعين جدد زاد عددهم في الخط على 17. يشهد مشروع مرافقة المتحولين/ات هو الآخر تقدّمًا كبيرًا بوصول عدد المتطوّعين لسبعة والمستفيدين لخمسة عشر من مناطق مختلفة. أما على صعيد المجموعات فأنهينا هذا العام مجموعتين في كل من الناصرة ويافا أكثر ما ميّزهما التنوّع في التجارب الجندرية هذه المرة، إضافة إلى التدخّل في حالات الطوارئ والأزمات التي كانت تصلنا.

تدريبات القوس هي الأخرى كان لها حيزًا كبيرًا هذا العام؛ فوصلت ساعات التدريب التي قدّمناها إلى 100 ساعة تدريبيّة إلى 200 شخص من خلفيّات مختلفة وبأشكال عدّة، أبرزها دورة استكمال من عشرة لقاءات في مدرسة ثانويّة في عبلّين.

شهدت 2018 أيضًا إطلاق دليل الصحة النفسية من خلال يوم دراسي في مدينة رام الله حضره ما يزيد عن سبعين شخصًا يعملون في مجال الصحة النفسية والمجتمعية، ولحقه على مدار العام حلقات نقاش عن الموضوع في كل من رام الله والقدس وشفاعمرو.

وأخيرًا، كان لنا عامًا حافلًا بالعمل الثقافي، نذكر منه العودة إلى الإنتاج الموسيقي بمشروع غنّي عن التعريف الذي أصدر ثلاث أغانٍ بتجارب جديدة منوّعة، والبدء بمشروعنا الفنّي الجديد "كوميكس ترويحة" الذي تناول تجارب المراهقات/ين مع جلستيّ نقاش له في كل من حيفا والقدس، ولا ننسى المخيّم الأكاديمي الثالث للتعددية الجنسية والجندرية الذي كان مساحة غنية للحوار والتفكير والتحليل هذا العام أيضًا.

كُتب هذا التقرير لدوائرنا المقرّبة من نشطاء وشركاء، كما لأصدقائنا وحلفائنا المخلصين، وأي شخص مهتمّ في عملنا ويرغب في التعرّف عليه أكثر، لعلّكم تجدون فيه الأفكار والإلهام الذي نستمدّه من بعضنا البعض. سواء قرأتم أسطر تقريرنا هذا جميعها، أو مررتم على خطوطه العريضة؛ نحن سعيدون بمشاركتكم احتفائنا بنهاية هذا العام والبدء بآخر، والذي حاولنا ترجمته لكلمات قدر المستطاع

وفي حال تركت لديكم صفحات هذا التقرير أي تساؤلات أو افكار تتعلّق بعملنا، يسعدنا جدًا التوجه لنا بشكل مباشر للاستفسار حولها وفهمها أكثير، أو حتّى إفادتنا والإضافة ممّا لديكم من أفكار أو تعقيبات.

أطيب التحيات،

قيادات القوس.

لقراءة التقرير اضغطوا الصورة أدناه

photo