اخبارنا // بيان للإعلام: القوس ترصد المواقف والتحولات في الإعلام الفلسطيني

بيان للإعلام: القوس ترصد المواقف والتحولات في الإعلام الفلسطيني

تعمّم جمعية القوس للتعددية الجنسية والجندرية في المجتمع الفلسطيني هذا البيان إثرَ توصياتِ دراسةٍ ميدانية قامت بإصدارها صيف 2016. رصدت هذه الدراسة "مواقف وتحوّلات في الإعلام المحليّ الفلسطيني من التعدّديّة الجنسية والجندرية"، وهدفت إلى فحص التغييرات والتطورات في تعاطي (أو عدم تعاطي) الإعلام المحلي مع مواضيع التعددية الجنسية والجندرية في السنوات الثمانية الأخيرة. كما سعت للوقوف عند الصعوبات والتحدّيات التي تواجه الإعلام المحلي والإعلاميين عند تغطية هذه القضايا.

شملت الدراسة بشقيّها الكيفي والكميّ، وسائل إعلامٍ وصحافيّين وصحافيّات من المناطق المحتلة عام 1948 وعام 1967 والتي من خلالها سعينا لتكوين صورة أكثر وضوحًا ومهنيةً عن الإعلام المحلي، ودوره في التطرّق لهذه القضايا. بحيث شملت الدراسة الكميّة 14 وسيلة إعلام فلسطينية بين صحفٍ ومجلّات ومواقعٍ، وتم رصد المواد التي تتناول موضوع المثلية الجنسية والتعددية الجنسية والجندرية والمنشورة في هذه الوسائل بين الأعوام 2008 و2015، والإطلاع على ماهيّتها. بينما شمل الشق الكيفي للدراسة مقابلات مع صحافيين وصحافيّات يعملون في وسائل ووكالات الإعلام المشمولة في البحث بالإضافة إلى غيرهم من المستقليّن والمُستقلات.

لقد كشفت نتائج البحث أن الإعلام الفلسطيني يميل، بشكلٍ عامٍّ، إلى تهميش القضايا المُتعلِّقة بالتعددية الجنسية والجندرية وقليلًا ما يتحدث عنها. فقد نُشرت، خلال الفترة المشمولة في البحث، 435 مادة فقط تتعلق بالموضوع، وذلك مُقابل آلاف الأخبار والمواد التي نُشرت عن مواضيعِ أخرى سواه.

ومع ذلك، لوحظ ارتفاعٌ في عدد المواد المنشورة عن الموضوع كٌلّما تقدّمت السنوات، وذلك في تَتبُّعٍ لعدد المواد المنشورة خلال فترة البحث، حيثُ نُشرت 43% من مُجمل المواد في العام 2015 منفردًا. يتضح من نتائج الدراسة الأوّلية هذه أن الإعلام المحليّ أقلُّ تجاهلًا في السنوات الأخيرة لموضوع المثلية الجنسية والجنسانية، ولم يعد موضوعًا محظورًا أو خارجًا عن إطار الشرعية في المجتمع الفلسطيني، على الأقل من حيث التغطية ونقل الخبر أو الكتابة عن الموضوع.

كما أوضحت الدراسة وجود تنوعًا ما في التعامل القِيَمي مع الموضوع، على الرّغم من زيادة الطرح السلبي والحيادي لقضايا التعددية الجنسية والجندرية مقابل الطرح الإيجابي بنسبة كبيرة. بحيث تٌفيد الدراسة بأن "أكثر من 77% من المواد التي تناولت قضايا التعددية الجنسية والجندرية في عام 2015 حملت طرحًا محايدًا أوسلبيا مقابل 23% فقط من المواد التي حملت طرحًا إيجابيًا".

هذا وقد وجدت الدراسة أن موضوع التعددية الجنسية والجندرية معروفٌ لدى غالبية المقابَلات والمقابَلين، أي أنّه ليس غريبًا عنهم، مع وجود بعض الاختلاف في مستويات المعرفة وأسلوب تعريف المصطلح والتعامل معه. فقد كانت هنالك بعض الحالات التي لا تتعدى معرفتها عن الموضوع المعرفة السطحية. وكان واضحًا وجود اختلاف في تعامل الصحافيين مع الموضوع، فبعضهم تعامل بشكل إيجابي وقسم تعامل بواقعية وحيادية مع الموضوع وقسم آخر أبدى مواقف رافضة للكتابة عن الموضوع.

في جزءٍ كبير من حالات التطرق لمثل هذه القضايا، ظهرت آراء مسبقة وأفكار مغلوطة حولها، كما ورافقها استخدامٌ مخطوءٌ للاصطلاحات والتسميات المُتعلِّقة. كان ذلك بالاضافة الى تَدَنٍّ في المهنية في طريقة عرض الموضوع والمضمون أو حتّى اختيارالصور. لم يعبّر غالبيّة الصحافيين/ات عن موقف قيميّ واضح تجاه موضوع المثلية الجنسية، أي أنّ الغالبية لم ترفضه من منطلقات اجتماعية أو دينية كما أنّها لم تدعمه. وقد كشفت الدراسة أن بعض الصحافيين قالوا بشكل واضح أنّهم لا يملكون معلومات و/أو معرفة وافية في هذا المجال.

انطلاقًا من المعطيات المُقلقة للبحث ومن إيماننا لضرورة تغيير ولو جانب من الخطاب السائد والمعتمَد في الإعلام؛ ندعو الصحافة والإعلام الفلسطيني، تبعًا لتوصيات الدراسة، للتعاون مع الجمعيات المختصة بموضوعات التعددية الجنسية والجندرية، ومنها "القوس للتعددية الجنسية والجندرية"، والرجوع إليها للحصول على دراسات أو معلومات أكثر دقّة عن الموضوع. إضافة إلى الانضمام لتدريبات خاصّة بالصحافيين ضمن ورشات لاكتسابِ معلومات أساسية عن هذه القضايا ومهاراتٍ في صياغة مهنيّة لأخبارٍ في هذا المجال؛ وذلك من أجل الشروع في حوار مجتمعيّ مسؤول في التعامل مع موضوع التعددية الجنسية والجندرية في فلسطين ضد هيمنة الخطاب الجنسانيّ السائد، والسعي نحو بناء مجتمع غير هرمي يذوّت ويحترم الاختلاف والتنوّع والتعدّديّة الجنسيّة والجندريّة.

من هنا توجِّه القوس دعوةَ للإعلاميين/ات والصحافيين/ات والوكالات الإعلامية المحلية بصيغِها المُختلفة، لاستخدام الموارد المعلوماتيّة للقوس ـوالاستعانة بمراجعها في مجال التعددية الجنسية والجندرية، كما وندعوكم لأي تساؤل أو استفسار للتواصل مع القوس ومع منسقته الإعلاميّة أسرار كيّال على البريد الإلكتروني: [email protected]

photo
أكثر من 77% من المواد التي تناولت قضايا التعددية الجنسية والجندرية في عام 2015 حملت طرحًا محايدًا أو سلبيًا مقابل 23% فقط من المواد التي حملت طرحًا إيجابيًا