اخبارنا // هوامش: "كرنفال، أو المدينة من حيث قاعها" \ د. اسماعيل ناشف

هوامش: "كرنفال، أو المدينة من حيث قاعها" \ د. اسماعيل ناشف

القوس والمحطة يدعوانكم/ن للمشاركة في ندوة اخرى ضمن سلسلة لقاءات "هوامش" بعنوان: "كرنفال، أو المدينة من حيث قاعها" يقدمها د. اسماعيل الناشف.

"يمور في أحشائي قط ظريف

كلما انشبكت أظافره بجدران جنتي

فرّ هارباً بفؤادي إلى جهنم الأولى،"

(منسوب إلى عراقيّ مجهول)

قد يثير الانشباك النقدي مع مفهوم القاع وتجاربه عدة قضايا وجودية، إلا أن ما يطفو على سطح النقد في حال انشبكنا مع قاع المدينة ينفي النقد ذاته. أي إن قاع المدينة يحتمل التجربة، ولكنه لا يحمل إمكانية تلفظه عُنوة. هذا مما يرد إلى قاع النفس، حيث من يسعى لارتيادها عليه أن يركب التجربة عوضاً عن لغتها. وفي هذا التقاطع بين القاعين، تثور قوى وتتصارع أخرى، تندمج أشكال وتتفكك لغاتها، تنحل الأنظمة وتعود المادة، الجنس وأنظمته والعنف وصناعته المنظمة. في مفترق القاعين تمتد الموسيقى جسراً في الخلق والقتل، ليطفو سؤالاً لم ينبثق بعد: أين يختبئ قاع النَص؟

منذ النكبة، يبدو أن المدينة الفلسطينية تنتقل من موقع لآخر، كالسفينة، بانتظار ميناء التحرر. هذا أدى إلى انفصال المدينة عن قاعها وارتباط كل منهما بقيعان ومدن أخرى. وتناسل من هذه الارتباطات تركيبات مختلفة، هذا بحيث أننا لا نستطيع الحديث عن علاقة تقليدية عمودية ما بين المدينة وقاعها، بل عن مسارات متنقلة وأحجام سائلة، عن قوى تبدأ تناقضاتها لترحل دون أن تكتمل صراعاته، عن أشكال تبرعم في إقليم ما لتحكي من ثم قصة عدم تجذرها في المدينة التالية، القاع الآخر. بهذا فإن الانشباك مع قاع المدينة الفلسطينية، كما المدينة ذاتها، هو مسيرة، كرنفال من المدن والقيعان، تتقلب في تنقلاتها وفي تجاربها المتجددة. يصبح سؤالنا عن الإحداثيات الأساسية، المادة الجنس/العنف الموسيقى والنص، وعلاقاتها قابلاً للإزاحة، أي بمعنى آخر: كيف تعيش القاع في حالة انتفاء المدينة عنك؟ والجواب الفلسطيني السائد: استحضر القرية، وأُركِب لها قاعاً. والسؤال هو حول فك الارتباط بين القاع والقرية، بعبارة أدق كيف للقاع أن يحمل ريفيته ليعود تجربة وانفكاك متحول؟

***************
عن ملتقى هوامش:
هوامش وهي جمع لهامش، وهو اسم فاعل من هَمَشَ، وهَمَشَ القومُ: تحرَّكوا كما هَمَشَ الشيءَ هَمَشَ ُ هَمْشًا : جَمَعَه, والهامِش: جزء خالٍ من الكتابة حول النص في الكتاب المطبوع أو المخطوط. لذا فنحن نطمح لتجميع القوم في "ملتقى هوامش" لنتحرك معا لنقاش قضايا التعددية الجنسية والجندرية، وتعبئة الجزء الخالي في الخطاب السائد في التنظيم المثلي والكويري المحلي بشكل خاص، والنشاط الجنساني الأوسع بشكل عام، وذلك كمحاولة لخلخلته وتوسيع نطاقه.
كذلك، يُعرّف الهامش بأنه كل ما تُرك جانباً أو أُهمل، لذا فاننا نستعمل "هوامش" لتفكيك ثُنائية الهامش والمركز، ولا نرى هامشاً واحداً يعمل كمساحة ضيقة بعيداً عن نواة المركز، بل "هوامش" هي نتاج تراكمي لحالات تهميش لمواضيع عديدة – ومنها مواضيع الجنسانية – والتي تُمارس على نطاق المركز بأجمله.

عن المحطّ ة:
المحطّ ة هي تعاونيّة شبابيّة فلسطينيّة تشغل مقهى-حانة في مدينة حيفا (شارع يافا ٥٥) وتتوفر فيها مساحة حرة للابداع والانتاج، محتضنة مشاريع ثقافية مختلفة بالتواصل مع تعاونيات ومجموعات وأجسام اخرى. تتميز "المحطّ ة" بهويتها الفلسطينيّة الثقافيّة العربيّة وبنموذجها التعاوني المعتمد على الشفافيّة والتمويل الذاتي واستثمار الأرباح بمشاريع اجتماعيّة، ثقافيّة وسياسيّة جديدة. كذلك تعتمد"المحطّ ة" على تفاعلها مع روّادها واشراكهم في المساهمة والمبادرة.

لدعوة الفيسبوك

photo
منذ النكبة، يبدو أن المدينة الفلسطينية تنتقل من موقع لآخر، كالسفينة، بانتظار ميناء التحرر. هذا أدى إلى انفصال المدينة عن قاعها وارتباط كل منهما بقيعان ومدن أخرى