المقالات // كتاباتنا // كيف أتعامل مع حملة #ما_اختلفناش؟

كيف أتعامل مع حملة #ما_اختلفناش؟

لتحميل هذا المنشور كاملاً، اضغطوا هنا.

تبتغي حملة "ما_اختلفناش" تسليط الضوء على تجارب المِثْليّات، والمِثْليّين، وثنائيّي الميول الجنسيّة،ومتحوّلي النوع الاجتماعيّ، والمتسائلين، وأشخاص يعيشون توجّهات جنسيّة وجندريّة مختلفة في فلسطين، وفتح نقاش مجتمعيّ واسع حولها. اختارت الحملة -وهي الأولى من نوعها في فلسطين- التركيزَ على أشكال ومستويات العنف المختلفة التي تواجهنا في شتّى الـمَرافق الحياتّية، والتي تصقل تجاربنا وهُويّاتنا وتؤثّر فينا تأثيرًا عميقًا. لا شكّ أنّ التعامل المجتمعيّ مع الحملة ومضامينها -ولا سيّما الجوّ العنيف الذي قد ينتج عنها في العالم الافتراضيّ وخارجه- قد يثير لدينا الكثير من المشاعر والأفكار المرتبطة بواقعنا الحاليّ، وبمواقف كنّا قد تعرّضنا فيها للعنف الفعليّ. قد تثير فينا تعليقاتٌ مؤذية على صفحة الفيسبوك، أو مواقف سلبيّة في دوائرنا القريبة، مشاعرَ مختلفةً كالخوف والعجز والإحباط والغضب والرغبة في الهروب أو في المواجهة والانتقام. في هذه الحالة، يصبح أيّ تعليق أو حديث عنيف كأنّه يتعلّق بنا وموجَّه إلينا على نحوٍ شخصيّ ومباشر، وكيف لنا ألّا نراه بهذا الشكل! كلّ هذه المشاعر والأفكار هي شرعيّة، ولأنّها قد تصعّب علينا مَهَمّة التعامل السليم والمفيد معها، رأينا نحن -طاقم وناشطي القوس- أنّه من الـمُجدي كتابة هذه الورقة التجهيزيّة التي تتضمّن بعض النصائح المتعلّقة بالتعامل مع ردود الفعل حول الحملة ومشاعرنا الناتجة عنها، وكذلك دعوة للنظر إلى الحملة كفرصة شخصيّة وجماعيّة من شأنها أن تفتح كذلك نقاشات إيجابيّة وبنّاءة مع دوائرنا الاجتماعيّة التي تهمّنا:

التعامل مع ردود الفعل:

  • عندما تقرأون تعليقًا عنيفًا في وسائل التواصل الاجتماعيّ، لا تتسرّعوا، وتمهَّلوا في اختيار طرائق تعاملكم؛ فهي متنوّعة ومتوافرة: التجاهل؛ الردّ؛ توثيق المشاعر؛ كتابة رسالة شخصيّة... التروّي سيتيح لنا فهم المقولات ودوافعها والهدف منها، والتفكير في الردّ الملائم، وسيمنعنا من الانجرار إلى الشتائم والألفاظ المستفِزّة وفقدان السيطرة على الموقف والنقاش الذي من الممكن تحويله إلى بنّاء. تذكّر أنّ التجاهل وسيلة تعامل شرعيّة متاحة ومتَّبَعة وهي لا تعني التهرُّب. اختَرْ /اختاري أماكن محدَّدة تريد/ين الردّ عليها ولا تستنفد/ي طاقاتك في الردّ على كلّ التعقيبات والمنشورات. والأهمّ هو ألّا تقضي كلّ وقتك في قراءة الردود على وسائل التواصل الاجتماعيّ. بدلًا من ذلك، تحدّث/ي مع أصدقائك، اتّصل/ي بخطّ  الإصغاء في القوس، وابحث/ي عن الردود الإيجابيّة والدوائر الداعمة.
  • عندما تُطرَح عليكم أسئلة شخصيّة عن ميولكم أو معتقداتكم ومواقفكم تجاه موضوع المثليّين/ات والمتحوّلين/ات: إنتي يعني بتدعمي المثليّين؟ أنت مِثْليّ؟ حابّة تكوني مثليّة؟ ليش عملتِ شير لهذا الڤيديو بالذات؟ وعندما يُطرح الموضوع على واتسآپ العائلة أو الأصدقاء، تذكّروا أنّكم غير مرغَمين على الإجابة عن أمر شخصيّ حالًا أو لاحقًا؛ بالإمكان الإجابة بسؤال: ليش إنتِ مهتمّة الآن؟ شو رأيك إنت؟ يمكنك اقتباس جمل ملائمة من الحملة "إنّه الإشي مش مقبول"؛ ويمكنك تأجيل الحديث عن الموضوع. في أحيان كثيرة، نحمّل الأسئلة الموجَّهة إلينا أكثر ممّا ينبغي، ونتوقّع أنّها ستؤدّي بالضرورة إلى مواجهة وانكشاف قد لا نرغب فيهما. تذكّر/ي أنّ الأهل والأقارب لا يرغب -في الغالب- في سماع الحقيقة، وأنّ أسئلتهم قد تكون ناجمة عن توتُّر أو خوف.
  • تحجيم الموقف- في أحيان كثيرة نحمّل الموقف /التعليقات /الأسئلة أمورًا غير واقعيّة ولا تحملها بتاتًا، ونبدأ في بناء سيناريوهات سيّئة ومؤذية لنا. تذكّر/ي أنّ رؤية الأمور بطريقة عقلانيّة ومتّزنة، وإعطاء الموقف حجمه المعقول دون الانجرار إلى تخيُّل أهوال ومصائب، ستساعدك على التفكير بالخيارات الممكنة؛ وهذا سيخفّف التوتّر والمخاوف.
  • توقّعوا ردودًا إيجابيّة -أحيانًا نميل إلى التركيز على السلبيّات وهذا يمنعنا من أن نرى جوانبَ الحملةِ الإيجابيّةَ. كونوا مستعدّين/ات كذلك لتلقّي المواقف الإيجابيّة وغير المتوقَّعة أيضًا من قِبَل أشخاص من دوائرنا الاجتماعيّة ومن خارجها. على سبيل المثال، قد يصارحنا شخص قريب بميوله المثْليّة وبأمور شخصيّة أخرى، أو قد يعبّر شخص آخر عن دعمه لنا وللحملة. تذكَّروا المواقف الإيجابيّة التي حصلت وتحصل معنا واستمِدّوا منها القوّة والتفاؤل.
  • المبادرة -يمكننا أن نكون نحن المبادرين في فتح نقاش أو محادثة شخصيّة مع أحد المقرَّبين لنا سواء من العائلة أو الأصدقاء. في المبادرة تجهيز نفسيّ وفعليّ لِما سوف تقوله /تقولينه، وهذا سيسهم في خلق أجواء حِوار سليمة ومفيدة.

الحملة كفرصة:

  • فرص شخصيّة: إلى جانب العنف الذي قد تثيره الحملة والمشاعر التي قد تنجم عنها، تذكّروا أنّ هدف الحملة هو تشجيع النقاش المجتمعيّ حول التعدّديّة الجنسيّة والجندريّة، وأنّه في وسع الحملة فتح فرص شخصيّة للتحدُّث مع أصدقاء وأفراد العائلة ربّما قمنا بتأجيلها إلى حين. هذه الحملة -لِما فيها من ظهور ومباشَرة- قد تكون محطّ ة هامّة وأرضيّة ملائمة للبدء في التحدُّث مع المقرّبين -سواء أكان ذاك حول أمور شخصيّة أم حول أمور عامّة ومبدئيّة.
  • إسهامات متنوّعة ومتفاوتة: لكلّ منّا عالمه الخاصّ وقدراته وامتيازاته وأولويّاته وكذلك إدراكه المختلف لتجاربه الجنسّية والجندريّة وموقعها في حياته. لذلك قد تتفاوت قدرتنا ورغبتنا في الاشتراك في الحملة على نحوٍ واضح /مباشر، وهذا أمر شرعيّ ومفهوم. كلّ إسهام في الترويج للحملة ومضامينها -سواء أكانت علنيّة أَم من خلف الكواليس- هو إسهام مهمّ. بإمكاننا دعم الحملة بدرجات وأشكال وأماكن متنوّعة ومختلفة: مشاركات علنيّة؛ شخصيّة؛ معنويّة؛ تفاعليّة -على الفيسبوك أو الإيميل أو الواتس أپ...
  • اختاروا مَن يهمّكم التأثير عليهم: لكلّ منّا دوائره الاجتماعيّة الخاصّة، ونحن نتعامل معها على نحوٍ مختلف وَفقًا لمعايير مختلفة ولأهمّيّتها لنا: العائلة؛ الأصدقاء؛ الزملاء في العمل والدراسة والنشاط الاجتماعيّ. هذه الدوائر المختلفة (أو أجزاء منها) قد تتعامل مع الحملة بطرق مختلفة. لذا، اختاروا مَن يهمّكم ومَن في مقدوركم التأثير عليهم وَفقًا لجاهزيّتكم وجاهزيّتهم للخوض في نقاشات ذات صلة. هنالك من يرى العائلة باعتبارها الجهة الرئيسيّة أو المفضَّلة لطرح هذه المضامين أمامها، وهنالك من تفضّل دوائر رفاقها في الأطر المختلفة لهذا الغرض. لكلّ منّا أولويّاته/ا، وعلينا أن نحّدد من هي المجموعة التي تهمّنا في هذه المرحلة. لا تهدري طاقاتك في نقاشات دون جدوى. إذا تمكّنت من التأثير في شخص واحد، فذاك إنجاز لا يُستهان به، وتذكّر/ي أنّ طاقاتك وصحّتك النفسيّة هي الأهمّ. مجتمعنا ليس كتلة واحدة متناسقة في الآراء والأفكار؛ وهذا سينعكس في ردود الفعل المتنوّعة على الحملة.

وسِّع معرفتك بشأن الحملة ومضامينها: www.alqaws.org/7amleh

تواصل مع "الخطّ  إصغاء ومعلومات": www.alkhat.org

photo
تذكَّروا المواقف الإيجابيّة التي حصلت وتحصل معنا واستمِدّوا منها القوّة والتفاؤل.
كلّ إسهام في الترويج للحملة ومضامينها -سواء أكانت علنيّة أَم من خلف الكواليس- هو إسهام مهمّ.
لا تهدري طاقاتك في نقاشات دون جدوى. إذا تمكّنت من التأثير في شخص واحد، فذاك إنجاز لا يُستهان به، وتذكّر/ي أنّ طاقاتك وصحّتك النفسيّة هي الأهمّ.